علاج ورم بالرقبة بالقسطرة الشريانية

ورم بالقرب من الغدة الدرقية

هذه قصة نجاح علاج شاب يبلغ من العمر 27 عامًا وكان يعاني من وجود كتلة أو ورم دموي في منطقة الرقبة، قرب الغدة الدرقية. تسائل هذا الشاب حول وجود علاج بديل للجراحة في هذا المكان العميق، ليتمكن من تجنب مضاعفات الجراحات المفتوحة.

القسطرة الشريانية حل بديل للجراحة:


عندما تقابل المريض مع الفريق الطبي لمركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بكربلاء، علم بوجود خيارًا جديدًا وواعدًا لعلاج ورمه، وهو التدخل بالقسطرة الشريانية. شرح اخصائي الأشعة التداخلية لهذا الشاب أن القسطرة الشريانية هي إجراء يتم فيه إدخال قسطرة رفيعة ومرنة من خلال الشرايين، وذلك للدخول إلى الشريان المُغذي للورم ومن ثم حقن هذا الشريان لغلقه لقطع الدم من الوصول إلى الورم. ترتكز فكرة العلاج على حقيقة أن عدم وصول العناصر الغذائية والأكسجين إلى الورم يؤدي إلى تقلصه.

بعد مناقشة الخطوات العلاجية، قرر الشاب الخضوع للعلاج بالقسطرة الشريانية. تم تحضير المريض  للإجراء وتصوير الأوعية الدموية التي تُمثل خريطة للأوعية الدموية في الرقبة وتشير إلى تفاصيل إمداد الورم بالدم. استخدم الأطباء خريطة الأوعية الدموية هذه لتحديد كيفية تزويد الورم بالدم وما إذا كان الورم يحتوي على إمداد دموي بارز يمكن غلقه.

أُجريت العملية بنجاح، حيث قام الفريق الطبي بإدخال القسطرة من خلال الشريان الفخذي وتوجيهها بدقة إلى الشرايين المُغذية للورم بالقرب من الغدة الدرقية. ثم تم حقن المادة التي تغلق الشريان المُغذي. كما تمت إعادة فحص المريض مرة أخرى بعد إفاقته.


بعد العلاج بالقسطرة الشريانية، لاحظ المريض تحسنًا كبيرًا في حالته. تناقص حجم الورم تدريجيًا وتحسنت الأعراض التي كان يعاني منها بشكل ملحوظ. بدأ يستعيد نشاطه وحيويته، وعاد يستمتع بحياته بشكل طبيعي.

لذا تعتبر القسطرة الشريانية خطوة بديلة للجراحة أو يُمكن استخدامها ما قبل الجراحة لضمان حقل جراحي جاف بدون نزيف دموي.

القسطرة الشريانية لغلق الإمداد الدموي:


يحتاج الورم إلى الدم لينمو. الغلق الشرياني هو إجراء يمنع تدفق الدم إلى الورم  للمساعدة في تقليصه؛ وبالتالي يعمل على تحقيق الأهداف التالية:
•تخفيف الألم أو السيطرة على الأعراض.
•تقليص الأورام للسماح بالاستئصال الجراحي.
•تقليل النزيف من ورم كبير أثناء الجراحة.
•تباطؤ نمو الورم عندما تكون الجراحة أو العلاج الكيميائي غير ممكنين.

دور القسطرة الشريانية قبل الجراحة:


يمكن إجراء غلق للشريان المُغذي للورم بالقسطرة الشريانية قبل الاستئصال الجراحي المخطط له. يؤدي غلق الشريان إلى إيقاف إمداد الورم بالدم مما يقلل من فقدان الدم أثناء الاستئصال الجراحي. يمكن أن تكون الفائدة الثانوية هي تحديد هوامش الورم بسهولة أكبر؛ مما يُسهل إزالة الورم بشكل كامل وبجهد أقل. 

تُعد قصة نجاح هذا الشاب مع القسطرة الشريانية في مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بالعراق توضيحًا لفوائد هذا الإجراء وقدرته على تحسين حالة المرضى. إن قدرة القسطرة الشريانية على الوصول للأوعية المُغذية للورم تجعلها إجراءًا قويًا وفعالًا وذو مميزات عديدة، ومنها:
•القسطرة الشريانية أقل توغلاً بكثير من الجراحة المفتوحة التقليدية؛ ونتيجة لذلك تحدث مضاعفات أقل وتُصبح فترة الإقامة في المستشفى قصيرة نسبيًا، وغالبًا ما تشمل الليلة التالية للإجراء فقط.
•فقدان الدم أقل من الجراحة التقليدية.
•لا يوجد شق جراحي واضح، بل فقط شق صغير في الجلد لا يحتاج إلى غرز.

بفضل الرعاية الشاملة والخبرة المهنية للفريق الطبي في مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بكربلاء، تم القضاء بنجاح على الورم الدموي بالقرب من الغدة الدرقية على الرغم من عمق موضعه، وعادت حياة هذا الشاب إلى طبيعتها.